الإثارة والحماس وكثرة الأهداف والانذارات والطرد كانت مميزات الدور الأول من بطولة كأس العالم للشباب المقامة حاليا في مصر علما بأن هذه المرحلة من البطولة .
علي مدار عشرة أيام اشتعل الصراع بين الفرق ال 24 المشاركة في البطولة ولم يكتمل عقد المتأهلين إلي دور ال 16 إلا مع النفس الأخير من فعاليات هذا الدور بل ان ستة منتخبات لم تكن قد ضمنت التأهل إلي الدور الثاني حتي قبل منافسات اليوم العاشر الأخير من هذا الدور.
الحقيقة ان المنافسة القوية والمحتدمة لم تكن هي فقط مصدر الاثارة في مونديال الشباب الحالي وانما كانت النتائج الرائعة لمنتخبنا ووصوله إلي دور ال 16 بالإضافة إلي تألق ابرز المنتخبات التي تعشقها الجماهير والتي تفاعلت معها علي مدار مباريات الدور الأول وفي مقدمتها بالطبع المنتخب البرازيلي صاحب الشعبية الطاغية عالميا ونظيره الاسباني الذي مازال افضل فريق في البطولة حتي الآن بالإضافة للمنتخب الغاني الذي يمثل بالفعل برازيل افريقيا والذي اصبح مرشحا بقوة للوصول إلي الأدوار النهائية بفضل الأداء الرائع له في البطولة الحالية.
خليفة مثالي
علي مدار الجولات الثلاثة التي جرت في الدور الأول لمونديال الشباب تيقن الجميع ان المنتخب الاسباني هو الخليفة المثالي للماتادور الكبير الذي أحرز في منتصف العام الماضي بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2008" وجاء شبان الماتادور ليكتبوا فصلا رائعا من التألق والاجتهاد في المونديال الحالي بعدما اصبحوا الفريق الوحيد الذي حقق الفوز في مبارياته الثلاثة بالدور الأول وواحد من سبعة فرق فقط لم تنل أي هزيمة في الدور الأول كما انه الوحيد الذي لم تهتز شباكه حتي الآن.
لكن قدرات المنتخب الاسباني وقوته لا تكمن في خط دفاعه بقدر ما تكمن في خط هجومه الرائع بقيادة آرون نيجويز وفران ميريدا حيث اصبح الفريق هو صاحب أعلي رصيد من الأهداف في الدور الأول بعدما سجل 13 هدفا دفعة واحدة منها ثمانية اهداف في شباك منتخب تاهيتي حصالة البطولة.
صراع اللقب
لعل هذا الأداء من جانب المنتخب الاسباني في المباريات الثلاث والنتائج التي حققها حتي الآن هي ما يرشحه بقوة للفوز بلقب البطولة أو علي الأقل للمنافسة بقوة مع نظيريه البرازيلي والغاني علي اللقب مع الوضع في الاعتبار ان منتخبنا ايضا يستطيع المنافسة بقوة بشرط بعض التركيز في الدفاع الذي كان نقطة الضعف لمنتخبنا في المباريات الثلاث بالدور الأول.
والجدير بالذكر ان قوة الهجوم الاسباني وضعف منتخب تاهيتي بوجه عام لعبا الدور الأكبر في أن تشهد مباريات المجموعة الثانية أكبر عدد من الأهداف من بين مجموعات الدور الأول حيث شهدت مباريات هذه المجموعة 27 هدفا مقابل 20 هدفا للمجموعة الخامسة و18 هدفا للثالثة و17 لكل من الأولي والرابعة و16 هدفا للسادسة.
بذلك يكون الدور الأول قد شهد تسجيل 135 هدفا بمتوسط 75.3 هدف في المباراة الوحيدة من بين 36 مباراة شهدها هذا الدور وهو معدل تسجيل رائع بالفعل حيث يؤكد علي ارتفاع حدة النزعة الهجومية لدي معظم الفرق.
منتخبنا الأفضل
وإذا كان المنتخب الاسباني هو الافضل هجوما في البطولة بعد تسجيل 13 هدفا فإنه من الممكن اعتبار هجوم منتخبنا هو الأفضل منطقيا لأنه سجل تسعة أهداف ويأتي مع المنتخب الفنزويلي في المركز الثاني خلف منتخب اسبانيا بقائمة أكثر الفرق تسجيلا في البطولة رغم ان المجموعة الأولي التي شارك فيها منتخبنا لا تضم فريقا ضعيفا مثل تاهيتي الذي اهتزت شباكه 21 مرة ولم يحرز أي هدف بينما اهتزت شباك المنتخب التريندادي اضعف فرق المجموعة الأولي ست مرات فقط وسجل الفريق هدفين.
لذلك فالمنطق يؤكد ان هجوم منتخبنا الذي هز شباك الطليان أربع مرات هو الأفضل منطقيا لأنه لم يلعب مثل اسبانيا وفنزويلا في مجموعة تضم منتخب تاهيتي الذي يعد اضعف الفرق التي وصلت للبطولة علي مدار تاريخها كما اشترك المنتخبان الغاني والبرازيلي في المركز التالي خلف منتخبنا بقائمة أفضل الفرق تسجيلا حتي الآن برصيد ثمانية أهداف لكل منهما.
قاعدة "الثوالث"
لعبت قاعدة تأهل أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في مجموعات الدور الأول دورا كبيرا في انقاذ بعض الأسماء الكبيرة كرويا حتي وان لم يكن لبعض هذه المنتخبات سمعة كبيرة في مونديال الشباب عبر تاريخ البطولة ففي المجموعة الأولي نجح منتخبنا في حجز قمة المجموعة ولحق به منتخب باراجواي في المركز الثاني بينما تأهل المنتخب الايطالي للدور الثاني من الباب الضيق عن طريق احتلال المركز الثالث ليفلت من شبح الخروج المبكر علما بأن المنتخب الايطالي الأول هو حامل لقب كأس العالم للكبار.
كذلك كان الحال في المجموعة الثانية التي شهدت فوز اسبانيا بصدارة المجموعة وتبعتها فنزويلا في المركز الثاني لكن صغار نسور نيجيريا أفلتوا من الخروج المبكر وتأهلوا للدور الثاني علما بأنه الفريق الوحيد في هذه البطولة مع منتخب كوستاريكا في المجموعة الخامسة اللذين تأهلا للدور الثاني رغم حصد ثلاث نقاط فقط بعد فوز كل منهما في مباراة واحدة وخسارة مباراتين.. وذلك علي الرغم من الصولات والجولات التي شهدتها مونديالات الشباب الماضية للمنتخب النيجيري الذي كان احد القوي المنافسة علي اللقب في عدد من هذه البطولات.
في المجموعة الثالثة حجز منتخبا المانيا وكوريا الجنوبية بطاقتي المجموعة لدور ال 16 بجدارة وخروج المنتخبين الأمريكي والكاميروني ليصبح الأخير هو الوحيد من منتخبات القارة السمراء الذي يودع البطولة الحالية من الدور الأول بينما تأهلت منتخبات مصر وغانا وجنوب افريقيا ونيجيريا بجدارة.
كما شهدت المجموعة الرابعة تأهل منتخبي غانا وأوروجواي برصيد سبع نقاط لكل منهما بينما خرج منتخبا أوزبكستان وانجلترا صفر اليدين برصيد نقطة واحدة لكل منهما.
أما المجموعة الخامسة فشهدت تأهل منتخبات البرازيل والتشيك وكوستاريكا علي حساب استراليا بينما استعاد المنتخب المجري توازنه بعد البداية الهزيلة والهزيمة في أولي مبارياته حيث احتل المركز الأول في المجموعة مثلما كان متوقعا قبل بداية البطولة ولحق به من نفس المجموعة إلي دور ال 16 منتخبا الامارات وجنوب افريقيا.
الوجه المظلم
لكن الوجه الآخر للإثارة والمتعة كان سيئا للغاية حيث كان الحماس الزائد والرغبة في تحقيق الفوز سببا في رقم قياسي من الانذارات وحالات الطرد في الدور الأول للبطولة حيث شهدت مباريات هذا الدور 170 إنذارا بخلاف تسع حالات طرد ليبلغ متوسط الإنذارات أكثر من 4.7 إنذار في المباراة الواحدة بخلاف معدل الطرد الذي يبلغ حالة طرد في كل أربع مباريات.
الجدير بالذكر ان منتخب جنوب افريقيا تصدر القائمة السوداء برصيد تسع إنذارات وحالة طرد واحدة مقابل عشرة انذارات لكل من الولايات المتحدة والمجر.
أما أكثر الفرق حصولا علي انذارات فكان منتخب التشيك برصيد 12 إنذارا ونال كل من منتخبي استراليا ونيجيريا بطاقتين للطرد.. أما رصيد منتخبنا الوطني فكان ثمانية إنذارات مقابل سبعة إنذارات للشقيقة الإمارات.
بينما كان المنتخب الفنزويلي في صدارة قائمة اللعب النظيف فلم يحصل إلا علي إنذارين فقط مقابل ثلاثة إنذارات لكوريا الجنوبية وأربعة لكل من انجلترا وغانا وألمانيا.